السبت، 28 ديسمبر 2013

"التغريدة التي أضاعت الهوية الإسلامية"

"التغريدة التي أضاعت الهوية الإسلامية"

إقتباس »
الحين #الإماراتيين راضين باللي يصير عندهم أشجار الكريسمس وكلن يتنافس بأطول وأكبر شجرة ومفتخرين ؟وين هويتنا كمسلمين شي يضيق الصدر 

الكلمات التي قرأتموها في الأعلى عبارة عن تغريدة قرأتها ظهر اليوم وأشغلت فكري طوال اليوم .

عندما قرأتها في الظهيرة وقبيل الغداء جالت في بالي هذه الكلمات :
فعلاُ أين هويتنا كمسلمين !! لا أتحدث عن اشجار الكريسمس .. ولكن أين هويتنا كمسلمين عند السكوت عن الغزو الفكري لصغارنا من خلال شاشات التلفاز .
أين هويتنا كمسلمين عندما رأينا المنكرات على شاشة التلفاز وخصوصاُ على قنوات MBC ؟؟
ولا أنسى أنني قبل يومين رأيت مقطع في مسلسل في قناة MBC4 عبارة عن فتاة تجلس شبه عارية فوق صديقها على السرير وتتبادل معه القبلات .. وأنا متأكد أن هنالك عشرات الالاف من الاطفال والمراهقين الذين رأوا تلك اللقطة .. وربما اعتادوا عليها ..
ذهبت وأحضرت الغداء .. وأثناء تناولي للغداء قلت في نفسي "هويتنا الاسلامية لم تضيع عند شجرة الكريسمس .. بل ضاعت عند أمور أكبر"

أمور أكبر قصدت فيها الأعلام .. الذي بات أغلب ما يقدمه نسخ من برامج غربية مثل "عرب أيدول و "عرب قود تالنت" و"أكس فاكتور" و"سوبر ستار" و"ستار أكاديمي الخ
هل هذه البرامج التي يتابعها عشرات الملايين من العرب تساهم في رفع حفاظنا على هويتنا الاسلامية وتمسكنا بديننا .. أم أنها تجعلنا نبتعد عن ديننا ونتخلى تدريجياُ عن هويتنا الإسلامية ؟؟
لماذا الاهتمام بموضوع شجرة الكريسمس ونسيان موضوع الإعلام والذي تقدمه القنوات العربية من عهر فكري نهايته غزو فكري ؟؟

بعد صلاة العصر وأثناء متابعتي لمباراة في الدوري السعودي تذكرت هذه التغريدة التي قرأتها بالأمس :

إقتباس »
"قدمت المشجعة الهلالية افنان 20 تذكرة لمباراة الغد بين الهلال والاتفاق والتي ستقام باستاد الملك فهد الثالثة والربع عصراً .."
وتذكرت وقتها ما حدث لأسرة فقيرة تقطن في المنطقة الشرقية مكونه من 14 شخص ويعولهم رجل تخطى الخمسين من عمره وأشبعت الامراض والديون جسمه من الهموم والآلام , تلك الأسرة التي زرتها قبل يومين ووجدت الكهرباء مقطوعة عن منزلهم لعدم تسديدهم للفاتورة مدة 8 أشهر .. حتى بلغت 3000 ريال
فقلت في خاطري : أين هويتنا الإسلامية عندما تقوم فتاة ثرية بالتبرع بتذاكر مباراة من أجل المتعه والشهرة !!
مباراة لن تقدم ولن تؤخر في حياة الشخص الذي سوف يحضرها .. و من الأحق بذلك التبرع : هل العائلة الفقيرة التي لاتجد قوت يومها وتعيش بدون كهرباء للشهر الثاني على التوالي ؟؟ أم التذاكر التي لن تزيد الفتاة المتبرعة حسنه واحده أو أجر ؟؟
وتذكرت حينها حديث الرسول عليه الصلاة والسلام "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثلُ الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائرُ الجسد بالحمى والسهر"

أصبحت أتابع التلفاز بعيني وليس بعقلي .. لأن عقلي يخوض نقاش عن الهوية الإسلامية التي لم تضيع بشجرة الكريسمس واحتفالات دبي .. وإنما ضاعت عندما أصبح المسلم للمسلم عدو .. وغريب .. وغير مهتم .. والدليل أن هنالك قرابة احدى عشر طفلاٌ يعيش في الظلام منذ شهرين ولم يهتم لإمرة أحد .. ناهيك عن الاطفال السوريين الذين أصبحوا عصافير بالجنة وفارقوا هذه الحياة بشكل مخزي على كل مسلم خذلهم .

هويتنا الإسلامية توفت مع وفاة هذا الطفل السوري .. الذي سوف نحاسب جميعنا يوم القيامة على تقصيرنا معه .. ومع أفراد شعبه الذين يلتحفون البرد في المخيمات الرديئة في الأردن ولبنان .
لماذا الاهتمام بموضوع شجرة الكريسمس .. وكأنه موضوعها أهم من الخذلان العربي لأخواننا السوريين الذين يواجهون أكثر من عدو .. أبرزهم الطاغوت بشار وجنوده .. والبرد القارص .. والأشخاص المسلمين والعرب الذين قاموا بأخذ التبرعات القادمة من الخليج وبيعها على ألاجئين السوريين ؟؟



انتهت المباراة .. وقررت أن أذهب لأحدى المجمعات التجارية رفقة الأهل للتسوق .
بعد المغرب تفاجأت برؤية شاب بملامح أنثوية يجلس مع شقيقاته في احد المقاهي ويتناولون القهوة .. دهشت كثيراُ عند رؤيتي لمنظر ذلك الشاب الذي يخلو وجهه من الشعر باستثناء رأسه .. ويضع المكياج على محياه .. ويرتدي لبس أقرب ما يكون نسائي .. ويمسك بكوب القهوة بنعومة ويتصرف وكأنه أنثى ..

كان المنظر جداُ مقرف ومقزز .. ولا أعلم كيف استطاع هذا الكائن أن يخرج مع عائلته دون أن يشعر بضيق أو حرج .
عدت حينها الى موضوع اشجار الكريسمس وقلت : هويتنا الإسلامية فقدت عندما فقدت الرجولة والغيرة عند بعض ذكور المسلمين .. وعندما فقد الحياء والعفة عند بعض إناثهم .
هويتنا الإسلامية فقدت عندما أصبحنا نرى فتاة ترتدي عباءة وكأنها ثوب .. بل أضيق من الثوب وتوضح تفاصيل جسمها .. وعندما أصبحت بعض الفتيات تخرج من المنزل وهي ترتدي "شورت" .. والبعض حلقت شعرها وأصبح رأسها كرأس الرجال حتى تثبت أنها مسترجله .
ناهيكم عن الذي تخرج للأسواق وهي تضع المكياج والعطر وكأنها ذاهبة لسهرة نسائية أو حفل زواج .. وهي تعلم وتريد الفتنه وإغواء الشباب لا أكثر ولا أقل .

الهوية الإسلامية فقدت عندما أصبح بعض الرجال يسير مع زوجته بالسوق ويراها ترتدي عباءة "مخصرة" أو تسير وعباءتها مفتوحة وصدرها مكشوف للجميع .. وليست هي عرضه وشرفه .. ومن المفروض عليه أن يحرصها وينبهها أن تبتعد عن لفت الانظار وارتداء لبس ساتر .
لماذا الاهتمام بموضوع شجرة الكريسمس وكأن موضوعها أهم من موضوع عزوف الشباب عن الزواج .. وموضوع كثرة حالات الطلاق .. وموضوع تشبه بعض الرجال بالنساء والعكس .. وموضوع قلة الغيرة لدى بعض الرجال .. وموضوع الانفتاح السلبي بالملابس والأفكار .. ومواضيع اخرى عديدة .

أخبروني .. هل لو قامت حكومة الأمارات بأيقاف حفلات الكريسمس في دبي سوف تعود هويتنا الإسلامية كما كانت شامخة وقوية وتدرس لجميع الدول والأديان ؟؟
لو سألني أحد الأطفال عن سبب شجرة الكريسمس واحتفالات دبي برأس السنه سوف أجد الجواب وأخبره بأن دبي قد تريد أن تكون احد الدول البارزة سياحياُ ..ولكن ماذا لو سألني أحد الاطفال عن لقطة خليعة شاهدها على احد القنوات كيف تكون إجابتي ؟؟
ماذا لو سألني أحد الأطفال عن سبب خذلان المسلمين لإخوانهم المحتاجين في الداخل والخارج بماذا أجيبه ؟؟
ماذا لو سألني أحد الأطفال عن مراهقة مسترجله رآها في السوق .. أو لو سألني عن ذلك الشاب الانثوي الذي أخبرتكم عنه بماذا سوف أجيبه ؟؟
سوف أكتب مواضيع ومجلدات في حكومة االامارات وانتقدها بخصوص أشجار الكريسمس واحتفالات رأس السنه في حالة واحدة فقط .. وهي لو كانت هذه هي أول السلبيات أو أبرز السلبيات التي تؤثر على هويتنا الإسلامية .. ولكن مع وجود الخذلان والسكوت عن الغزو الفكري والانفتاح بشكل سلبي لن أفكر ولو لحظة بكتابة ولو موضوع بسيط عند تلك الاحتفالات الاماراتيه .
لأنني مقتنع أن الهوية الاسلامية لم تفقد بعد أشجار الكريسمس .. وإنما فقدت قبلها بعد التهاون والتساهل في الكثير من الأمور التي تهمنا .


نهاية حديثي أحب أن أوضح بأن الله يشهد بأن ما يحدث في دبي من احتفالات وتجهيزات للكريسمس لا ترضيني بتاتاُ .. وأسأل الله أن يهدي القائمين على تلك الاحتفالات التي أثبتت تخلفنا وأثبتت أننا نعيش في نهاية الزمان .. ولكن أحببت أن أضع أوصل رسالة لبعض الغاضبين من الذي يحدث في دبي بأننا أغفلنا التركيز على مواضيع تهمنا كمسلمين أكثر من موضوع الكريسمس وأبرزها موضوع الغزو الفكري عن طريق الاعلام .. وثانيها خذلاننا لأخواننا المسلمين الذين هم بأمس الحاجة لنا .



هذا ما عندي .. والله ولي التوفيق 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق