السبت، 7 فبراير 2015

الصدمة الثالثة


الصدمة الثالثة 
ضمن سلسلة رافعيات السبت 



اذا كنت منزعج من الوحدة .. وتريد أن تتحدث مع أي شخص كان .. و رأيتني أمامك أتجول وحيداً في كورنيش الخبر .. أو ألتقط الصور من فوق جسر البحرين .. أوقفني .. وتحدث معي بأي موضوع .. تحدث معي عن الطقس وعن العودة المحتملة للبرد بما يسمى "بياع الخبل عباته" .. أو أفتح نقاش رياضي .. و تحدث معي عن العودة المحتملة لسامي الجابر كمدرب لنادي الهلال .. أو تحدث معي عن المجتمع .. وعن الزيادة المقبلة والمتوقعه للاسعار بعد صرف راتبين لكل موظف حكومي .

حدثني .. وتكلم معي .. ولن تجد مني سوى ما يسرك ويسعدك ويبعد الملل عنك .

ولكن اذا رأيت على ملامحي الانزعاج .. أوسرحان الفكر .. فدعني .. فأنني قد أكون السبب في عودتك لمنزلك والهموم حولك .. والانزعاج يرتسم على محياك .

قد تصادفني حينها وأنا متأثراُ بمثل تلك القصة التي قرأتها اليوم .. والتي تحمل في طياتها ثلاث صدمات .. وكل صدمة أقوى من الاخرى .


الاولى 
وقعت من تلك الخادمة التي توسلت لسيدتها على مدار شهرين للسماح لها بالسفر لجنوب القارة لرؤية ابنتها التي تعاني في المستشفى .. ورفضت السيدة بكل قسوة تلك التوسلات .. حتى وقعت الصدمة الاولى بانتحار تلك الخادمة .. بعدما وردها خبر وفاة أبنتها .. و حكى البعض أنهم شاهدوا صورة الفتاة المتوفاة بالقرب من جثة والدتها التي لحقت بها .

الثانية
وقعت من رجل الشرطة الذي باشر الحادثة .. ولاحظ الذهول والخوف يرتسم على محيا احد ابناء تلك السيدة اللئيمة .. الطفل الذي شاهد منظر جثة الخادمة وهي تتأرجح من حبل المشنقة التي اعدته بنفسها .. ووقعت الصدمة الثانية بعدما قال الشرطي لذلك الصغير " لا يهمك .. حمار ومات " وكان ذلك الحمار الذي يرتدي الزي العسكري يظن أنه يخفف الألم عن ذلك الطفل بكلماته .. فقط لأن تلك الخادمه المضيومه تنتمي لديانة غير الديانة التي ينتمي لها .



" اذا اردت معرفة معدن شخص ما .. فعليك النظر لكيفية تعامله مع الضعفاء "
أنا مؤمن بأن الجميع عرفوا الان معدن تلك السيدة اللئيمة .. وأنه من أرخص المعادن الموجودة وأحقرها .. وما فعلته مع خادمتها خير برهان على ما أقول .

"الام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعباُ طيب الاعراق "
وأنا مؤمن بأن تلك الام ليست مدرسة .. بل أجزم بأنها حظيرة .. لا يجتمع لديها الا البهائم .. ومن ضمن البهائم الذي استضافتهم هو تلك البهيمة التي باشرت القضية بزي العساكر .

"الضمير هو الام التي ستبقى تزورك الى الابد "
و أنا مؤمن يا سيدة العفن والحقارة .. بأن ضميرك سوف يتكفل بعقابك على ما فعلتيه طيلة عمرك .. ولن يفارقك الا بعد مفارقة روحك لجسدك  .
سوف تشاهدين صورة تلك الخادمة في محيا زوجك .. في محيا شقيقتك .. في محيا زميلتك في العمل .. وسوف تشاهدين صورة أبنة تلك الخادمة .. في محيا أبنائك .. وأحفادك الصغار .


قبل الختام أسئل الله تعالى أن لا يجعلنا مثل تلك السيدة وذلك الشرطي .. أسئل المولى أن يجعلنا بشر .. نعي ما نفعل .. ونعي ما نقول .. لدينا أحساس .. ولدينا مشاعر .. ولدينا ضمير ينبهنا عندما نخطئ .. لكي نصحح الخطاء قبل وقوع كارثة او مصيبة .



في الختام .. سوف أخبرك يا صديقي عن الصدمة الثالثة .. بعد مغادرتك لجسر البحرين .. وكورنيش الخبر .. لأني أخشى عليك ان تتهور وتلقي بنفسك من اعلى ذلك الجسر .. لتلحق بتلك الخادمة وأبنتها .. ولأنني أخشى أن أخبر رجل الشرطة بأنك أنتحرت وقفزت الى البحر متعمداُ وليس عن طريق الخطأ فيقول لي ذلك الشرطي " لا يهمك يا عقيل .. ترا هذا ملحد والعياذ بالله " .. وسبب قوله بأنك ملحد لأنك سعودي مسلم .. لأنك لو كنت هندوسي او مسيحي وانتحرت .. فسوف يقال عنك "حمار أو خنزير أو كلب .. الخ"

الصدمة الثالثة سوف تعرفها لاحقاُ .. وسوف اخبرك عنها اذا كنت في وضع يسمح لمعرفة لمثل تلك الصدمات .





دمتم بود