الأحد، 22 مارس 2015

" أبو جهل ما مات "

" أبو جهل ما مات "

ضمن سلسلة رافعيات السبت 

مدخل :
" أبو جهل الذي كأن يقوم بوأد الفتيات لم يمت .. لأن هذا البلد ما زال يعج بالملايين الذين يحملون فكره وإعتقاده " 



أسألني عن أجمل الافلام التي شاهدتها مؤخراُ .. وسوف أخبرك بدون تردد أنه فيلم "Now is good" وقصة ذلك الفيلم بأختصار شديد يعود لتريسا تلك الفتاة المصابة بمرض سرطان الدم "اللوكيميا" .. والتي أخبرها الاطباء أن المدة المتبقيه لها من أيامها في هذة الحياة لا تتجاوز العشرة أشهر .
قامت تريسا بكتابة قائمة تشمل الامور التي تود عملها في هذة الحياة .. ومن ضمن تلك الامور أو الأماني هو "أن تصبح مشهورة ويعرف الجميع بأسمها " وحدث ذلك عندما قام شقيقها بكتابة أسم شقيقته على جميع جدران أشهر شارع في المنطقة التي تعيش فيها تريسا .

تذكرت تريسا عندما كنت في حديث عابر مع والدتي وفاجأتني عندما ذكرت أن أحد الأشخاص الذي تربطني به علاقة قوية ومتينه لديه سبع شقيقات ,, لأنني طوال تلك السنوات لم أسمعه يذكر أي شيء عن شقيقاته .. وكأنه "لا يملك شقيقات"
وأضافت والدتي بأنه بالأمس كانت متواجدة في حفلة خطوبة أحدى شقيقات ذلك الصديق .. الذي كنت برفقته قبل ايام ولم يذكر لي ابداُ أي شيء عن خطوبة شقيقته .
بعدها صابني داء الفضول .. وأصبحت أسأل أمي وشقيقاتي عن عدد شقيقات أصدقائي ومعارفي .
شخبوط ليه شقيقتان .. اممم جميل .. مؤيد لديه خمس شقيقات .. امممم غريبه لأنني ظننته الأبن الوحيد لأبيه وأمه .. جمال لديه شقيقتين .. أمممم .. أعرف أعرف .. لأنني صادفت جمال أكثر من مرة وكانت معه شقيقاته وقام بالسلام علي وأخبرني أن الفتيات اللواتي بصحبته هن شقيقاته .. منادي لديه اربع شقيقات وجميعهن في سن زواج والنتيجة لم يتزوج أحد .. أممم أمر طبيعي طالما الجميع يجهل أن لدى ذلك الشخص الرائع اربع شقيقات في سن زواج .. والا سوف لن يصمت جرس منزلهم بسبب كثرة المتقدمين لخطوبة شقيقات ذلك الشاب الأكثر من رائع .. والذي يعيبه فقط هو خجله من شقيقاته .
حاولت جاهداُ معرفة لماذا يخجل الاغلب من شقيقاتهم ؟؟ وما العيب في أن يذكر أحدهم لصديقه مثلاُ ان شقيقته دانه خريجة محاسبة وتبحث عن وظيفة ؟؟ أو أن يقول لصديقه انه ذاهب للتسوق مع شقيقته بدلاُ من القول "أنا طالع مع الاهل"
تخيلت أن الموضوع على النقيض وأن وجود الرجل عار على المرأة .. وتخيلت أن الفتيات يخجلن من ذكر عدد أخوتهن أمام صديقاتهن .. أو ذكر أسم أحد اشقائهن أمام زميلاتهن .
تخيلت أن نورة وريم بنات جيران .. وشقيق نورة يدرس مع شقيق ريم في نفس الجامعة .. وتقول ريم لصديقاتها " أنا أهلي يدرسون مع أهل نورة في جامعة الامام "
سوف أتوقف عن التخيل لأن الموضوع أصبح تراجيدي أكثر منه كوميدي .

السؤال الذي يطرح نفسه لماذا يخجل الشاب من شقيقاته ؟؟ هل يصيبه العار عندما يعرف صديقه أحد أسماء شقيقاته أو عند معرفة صديقه لعدد شقيقاته ؟؟
السؤال الذي يطرح نفسه : هل لو كانت شقيقته تعاني من مرض نادر وعلاج ذلك المرض ينتهي بعملية على يد دكتور مختص بمثل الحالة التي تعاني منها شقيقته وذلك الدكتور هو احد اصدقائه .. هل سوف يدعه يعمل تلك العملية لشقيقته أم سوف يترك الموت يأخذ روح عاره ؟؟
السؤال الذي يطرح نفسه لماذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يذكر اسماء بناته وزوجاته وهو أشرف الناس وأعظمهم خلقاُ ؟؟ ونساءه هن نساء المؤمنين ؟؟
السؤال الذي يطرح نفسه ماهو تعريف الانثى بالنسبة للشاب ؟؟
السؤال الذي يطرح نفسه : ماهو اللفظ الانسب للفتاة التي يرتبط معها الشاب برابط اخوي "شقيقتي أم عاري" ؟؟
السؤال الذي يطرح نفسه : لماذا يخجل الشاب من أخبار صديقه المفضل بأن احد شقيقاته عقدت قرانها .. أو تخرجت من الجامعه .. أو أصبحت محامية ؟؟
السؤال الذي يطرح نفسه : ما هو باعتقادك السبب المجهول الذي يمنع بعض الاشخاص من حضور زواج شقيقته أو أبنته متعمداُ ؟؟
السؤال الذي يطرح نفسه والموجه لك أنت عزيزي القارئ : لو كانت تريسا شقيقتك .. فهل سوف تحقق لها أمنيتها ؟؟ أم سوف تدعها تموت بدون تحقيق تلك الامنية ؟؟

لقطة الختام لأحد الاقارب الذي أخبرني أنه في أحد الايام ذهب بشقيقته المريضه للمستشفى .. وشاء الله أن يلتقي ذلك القريب بأحد زملائه في المدرسة في ذلك المستشفى .. وخشي أن تنطق موظفة الاستقبال أسم شقيقته بالمايكرفون أمام ذلك الزميل .. لذلك قام على الفور بالاتصال على شقيقته وأخراجها من ذلك المستشفى وأخذها لمستشفى آخر .. كل هذا من أجل عدم معرفة ذلك الشخص لأسم شقيقته .



ملاحظة : الذي قام بكتابة أسم تريسا على جدران المدينة هو عشيقها وليس شقيقها .. لأن شقيقها طفل .. وليس كما أعتقد البعض أنه يحمل الفكر الابو جهلي .

السبت، 7 فبراير 2015

الصدمة الثالثة


الصدمة الثالثة 
ضمن سلسلة رافعيات السبت 



اذا كنت منزعج من الوحدة .. وتريد أن تتحدث مع أي شخص كان .. و رأيتني أمامك أتجول وحيداً في كورنيش الخبر .. أو ألتقط الصور من فوق جسر البحرين .. أوقفني .. وتحدث معي بأي موضوع .. تحدث معي عن الطقس وعن العودة المحتملة للبرد بما يسمى "بياع الخبل عباته" .. أو أفتح نقاش رياضي .. و تحدث معي عن العودة المحتملة لسامي الجابر كمدرب لنادي الهلال .. أو تحدث معي عن المجتمع .. وعن الزيادة المقبلة والمتوقعه للاسعار بعد صرف راتبين لكل موظف حكومي .

حدثني .. وتكلم معي .. ولن تجد مني سوى ما يسرك ويسعدك ويبعد الملل عنك .

ولكن اذا رأيت على ملامحي الانزعاج .. أوسرحان الفكر .. فدعني .. فأنني قد أكون السبب في عودتك لمنزلك والهموم حولك .. والانزعاج يرتسم على محياك .

قد تصادفني حينها وأنا متأثراُ بمثل تلك القصة التي قرأتها اليوم .. والتي تحمل في طياتها ثلاث صدمات .. وكل صدمة أقوى من الاخرى .


الاولى 
وقعت من تلك الخادمة التي توسلت لسيدتها على مدار شهرين للسماح لها بالسفر لجنوب القارة لرؤية ابنتها التي تعاني في المستشفى .. ورفضت السيدة بكل قسوة تلك التوسلات .. حتى وقعت الصدمة الاولى بانتحار تلك الخادمة .. بعدما وردها خبر وفاة أبنتها .. و حكى البعض أنهم شاهدوا صورة الفتاة المتوفاة بالقرب من جثة والدتها التي لحقت بها .

الثانية
وقعت من رجل الشرطة الذي باشر الحادثة .. ولاحظ الذهول والخوف يرتسم على محيا احد ابناء تلك السيدة اللئيمة .. الطفل الذي شاهد منظر جثة الخادمة وهي تتأرجح من حبل المشنقة التي اعدته بنفسها .. ووقعت الصدمة الثانية بعدما قال الشرطي لذلك الصغير " لا يهمك .. حمار ومات " وكان ذلك الحمار الذي يرتدي الزي العسكري يظن أنه يخفف الألم عن ذلك الطفل بكلماته .. فقط لأن تلك الخادمه المضيومه تنتمي لديانة غير الديانة التي ينتمي لها .



" اذا اردت معرفة معدن شخص ما .. فعليك النظر لكيفية تعامله مع الضعفاء "
أنا مؤمن بأن الجميع عرفوا الان معدن تلك السيدة اللئيمة .. وأنه من أرخص المعادن الموجودة وأحقرها .. وما فعلته مع خادمتها خير برهان على ما أقول .

"الام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعباُ طيب الاعراق "
وأنا مؤمن بأن تلك الام ليست مدرسة .. بل أجزم بأنها حظيرة .. لا يجتمع لديها الا البهائم .. ومن ضمن البهائم الذي استضافتهم هو تلك البهيمة التي باشرت القضية بزي العساكر .

"الضمير هو الام التي ستبقى تزورك الى الابد "
و أنا مؤمن يا سيدة العفن والحقارة .. بأن ضميرك سوف يتكفل بعقابك على ما فعلتيه طيلة عمرك .. ولن يفارقك الا بعد مفارقة روحك لجسدك  .
سوف تشاهدين صورة تلك الخادمة في محيا زوجك .. في محيا شقيقتك .. في محيا زميلتك في العمل .. وسوف تشاهدين صورة أبنة تلك الخادمة .. في محيا أبنائك .. وأحفادك الصغار .


قبل الختام أسئل الله تعالى أن لا يجعلنا مثل تلك السيدة وذلك الشرطي .. أسئل المولى أن يجعلنا بشر .. نعي ما نفعل .. ونعي ما نقول .. لدينا أحساس .. ولدينا مشاعر .. ولدينا ضمير ينبهنا عندما نخطئ .. لكي نصحح الخطاء قبل وقوع كارثة او مصيبة .



في الختام .. سوف أخبرك يا صديقي عن الصدمة الثالثة .. بعد مغادرتك لجسر البحرين .. وكورنيش الخبر .. لأني أخشى عليك ان تتهور وتلقي بنفسك من اعلى ذلك الجسر .. لتلحق بتلك الخادمة وأبنتها .. ولأنني أخشى أن أخبر رجل الشرطة بأنك أنتحرت وقفزت الى البحر متعمداُ وليس عن طريق الخطأ فيقول لي ذلك الشرطي " لا يهمك يا عقيل .. ترا هذا ملحد والعياذ بالله " .. وسبب قوله بأنك ملحد لأنك سعودي مسلم .. لأنك لو كنت هندوسي او مسيحي وانتحرت .. فسوف يقال عنك "حمار أو خنزير أو كلب .. الخ"

الصدمة الثالثة سوف تعرفها لاحقاُ .. وسوف اخبرك عنها اذا كنت في وضع يسمح لمعرفة لمثل تلك الصدمات .





دمتم بود